ألقى إمام جمعة النجف الأشرف، سماحة السيد صدر الدين القبانجي، خطبتي صلاة الجمعة في الحسينية الفاطمية الكبرى بتاريخ 26 ديسمبر/كانون الأول 2025، وتناول خلالها جملة من القضايا المحلية والدولية.
رفض صريح للمبادلات السياسية مع إسرائيل ومناقشة أبعادها الإنسانية
وحول الجدل المثار بعد حديث البطريرك لويس ساكو، أوضح سماحته أن أي حديث يحمل طابعاً سياسياً يدعو للتطبيع مع إسرائيل هو “مرفوض جملةً وتفصيلاً”، مؤكداً أنه يتعارض مع القانون العراقي ويستوجب المحاسبة.
وأضاف أنه حتى لو وُصِف الحديث بأنه إنساني، “فإن الأولى بمن يتحدث عن الإنسانية أن يتوقف عند أكثر من ستين ألف شهيد فلسطيني، وعشرات الآلاف من النساء والأطفال المفقودين تحت الأنقاض”، لافتاً إلى أن إسرائيل كيان إرهابي باعتراف عالمي، ومتسائلاً عن سبب تجاهل هذه الحقيقة. (1)
نقد موقف النظام السوري إزاء الجولان واستنكار الصمت العربي
كما لفت سماحته إلى التزامن بين نشر خريطة سورية تخلو من هضبة الجولان وتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بعدم الانسحاب منها. وتساءل عن سبب “سكوت الجامعة العربية ودعاة التطبيع”، مشيراً إلى أن هذا يكشف “تواطؤاً معلناً بین النظام السوري والاحتلال الإسرائيلي”. (2)
زيارة الرئيس الباكستاني للعتبات تبرز دلالات انتشار التشيّع
وأشار سماحته إلى زيارة الرئيس الباكستاني للعتبات المقدسة في العراق، مبيناً أن لها دلالات تعكس “انتشار التشيّع في العالم، وعودة العالم الإسلامي إلى أهل البيت (عليهم السلام)”، مما يُعلن هزيمة الفكر المعادي لهم ونهاية عهد التجهيل والتضليل والتكفير.
مطالبة عاجلة بإغاثة حي النداء في النجف
وفي الشأن المحلي، تطرق سماحته إلى أوضاع حي النداء في محافظة النجف، داعياً الإدارة المدنية إلى “تشكيل فريق عمل سريع لإغاثة هذا الحي المنكوب”.
وأكد أن تظاهرات الأهالي “حق مشروع وهم محقون في مطالبهم”، معلناً الوقوف إلى جانبهم، ومحمّلاً الحكومة المحلية مسؤولية توفير الحياة الكريمة، وأضاف أنه رغم وجود تقدم ملحوظ في النجف الأشرف يستحق الشكر على الجهود المبذولة، إلا أن ذلك لا يعفي الجهات المعنية من مسؤولية التحرك العاجل لإنقاذ حي النداء.
الخطبة الدينية: أهل البيت (عليهم السلام) واسطة الفيض الإلهي
وفي الخطبة الدينية، بعد قراءة بعض أدعية شهر رجب المبارك، تناول سماحته كرامةً من كرامات الإمام الهادي (عليه السلام) بمناسبة الثالث من هذا الشهر ذكرى شهادة هذا الإمام، ثم أشار إلى نظرية “أن أهل البيت (عليهم السلام) واسطة في الفيض”، مُوضِّحًا أنهم كالأمطار التي هي وسيلة لفيض الخير الإلهي، وهو المعنى ذاته الذي نقرؤه في زيارة المشاهد المشرفة في شهر رجب: “فبكم يُجبر المهيض، ويُشفى المريض، وما تزداد الأرحام، وما تغيض”.
وبهذه الكلمة، اختتم إمام جمعة النجف الأشرف خطبته، داعيًا المؤمنين إلى التمسك بولاية أهل البيت (عليهم السلام) والاستفادة من بركات شهر رجب.
المصدر: المكتب الإعلامي لسماحة السيد صدر الدين القبانجي
(1) وفقاً لما نُشر في بعض المواقع، فقد دعا لويس ساكو، بطريرك الكلدان، في قداس عيد الميلاد إلى “التطبيع”، مما أثار جدلاً. ووضحت البطريركية لاحقاً أنه قصد من مفردة “التطبيع” تطبيع العالم مع العراق كمهد الأنبياء والحضارات وليس مع إسرائيل.
(2) علی ما ذُكر في بعض المواقع نَشرت وزارة الخارجية السورية خريطة لسوريا في 19 ديسمبر 2025 تفتقر إلى هضبة الجولان، مما أثار جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي.











