الشيخ غازي حنينة: الاساءة للقران الكريم في امريكا تعكس نهجًا عدوانيًا ضد مقدسات المسلمين

أكّد رئيس مجلس الامناء في تجمع العلماء المسلمين بلبنان الشيخ غازي حنينة، أن "الإساءة الاخيرة إلى القرآن الكريم في امريكا وإلى مقام النبوة الشريفة، نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع الأنبياء والمرسلين، ليست أمرًا جديدًا أو مستجدًا على الأمة الإسلامية، وإن كانت في هذا العصر تحمل أبعادًا إضافية تعكس نهجًا عدوانيًا يستهدف المقدسات والرموز والشعائر الدينية لدى المسلمين".

وأشار الشيخ حنينة، إلى أن ما جرى مؤخرًا في الولايات المتحدة الأمريكية يمثّل نموذجًا واضحًا لهذا النهج، حيث أقدم أحد المواطنين الأمريكيين، الذي يقدّم نفسه مرشحًا لمجلس الشيوخ، على وضع المصحف الشريف في فم حيوان، في فعل اعتبره الشيخ حنينة تطاولًا مباشرًا على قدسية كتاب الله عز وجل.

وأوضح، أن اختيار شخصية سياسية للقيام بمثل هذا الفعل لا يمكن فصله عن محاولات شدّ العصب لدى بعض التيارات المتشددة في امريكا، معتبرًا أن هذا المرشح يسعى إلى مخاطبة جماعات متطرفة عبر تقديم نفسه كمن يتحدى المقدسات الإسلامية، في محاولة لاستقطاب التيار الصهيوني–المسيحي المتشدد داخل الولايات المتحدة.

وبيّن العالم الاسلامي البارز في لبنان، أن هذه الحادثة لا يمكن النظر إليها باعتبارها فعلًا فرديًا معزولًا، بل تعبّر عن حالة فكرية وثقافية وسياسية لدى بعض الجماعات التي ترى في الإساءة للإسلام ونبيه الكريم (ص) وسيلة لتعزيز معتقداتها بما في ذلك التعجيل في مجيئ المنتظر المزعوم لها، وهو جزء من معتقدات صهيو -مسيحية في الولايات المتحدة يصب في دعم الكيان الصهيوني.

وأضاف، أن هذه الممارسات تهدف في كثير من الأحيان إلى استفزاز مشاعر المسلمين ودفعهم إلى ردود فعل قد تطال قداسة المسيح (ع) وامه الصديقة (س)، على ان تُستغل هذه المشاعر لاحقًا؛ وشدد على ان المسلمين لا ينجرّون إلى مثل هذه المواجهات، ولا يسمحون للصهاينة المسيحيين ان يفتعلوا معهم معركة هي خارج أهدافهم ومبادئهم.

وأكد الشيخ حنينة بأن الشعوب العربية والإسلامية باتت أكثر وعيًا بهذه الأساليب، وهي تدرك بأن الهدف من هذه الأفعال هو إثارة الفوضى واستفزاز مشاعر المسلمين.

واكد في الوقت نفسه على ضرورة ان تكون هناك مبادرات ومسيرات جماهيرية، وأشاد بالمظاهرات المليونية التي شهدتها اليمن نصرة للقرآن الكريم، معتبرًا أنها نموذج حضاري للتعبير عن الاستنكار والرفض لمثل هذه الممارسات.

وفي ما يتعلق بالموقف الأمريكي الرسمي من الاساءة للقران الكريم في هذا البلد، اعتبر الشيخ حنينة أن التصريحات الصادرة عن الإدارة الأمريكية تبقى كلامًا فضفاضًا لا قيمة عملية له، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأفعال تحتاج إلى قوانين واضحة تجرّم الإساءة للمقدسات، تمامًا كما تُجرّم قوانين أخرى ما يُعرف بـ”معاداة السامية”.

وأوضح، أن الرئيس الامريكي يتذرع بحرية التعبير وحرية الراي لتبرير مثل هذه الاساءات وهي مواقف لا تنسجم مع المواثيق الدولية التي تمنع المساس بالمقدسات الدينية لدى مختلف المجموعات الدينية الاسلامية والمسيحية واليهودية.

ودعا الشيخ حنينة الدول العربية إلى اتخاذ إجراءات صارمة وحازمة لمنع تكرار هذه الظواهر، سواء تعلق الأمر بالإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو إلى الكعبة المشرفة أو القرآن الكريم أو أي رمز ديني إسلامي.

وشدّد على ضرورة أن تكون هذه الإجراءات رادعة وملموسة بحيث تشعر الإدارات الغربية بوجود ضغط حقيقي يدفعها لاتخاذ خطوات رادعة.

كما أشار إلى أن الأمم المتحدة وبعض المنظمات الدولية تصدر بيانات واستنكارات، إلا أن تأثيرها يبقى محدودًا، لأن الدول الغربية لا تعير اهتمامًا كبيرًا لهذه المؤسسات، ومواقفها لا تؤخر ولا تقدم لكونها لا تمتلك آليات تنفيذية حقيقية.

وختم الشيخ غازي حنينة تصريحه بالتأكيد على ضرورة تحرك الدول الإسلامية، التي يبلغ عددها أكثر من 53 الى 54 دولة، لاتخاذ مواقف واضحة وصارمة تجاه بحق كل من تسول له نفسه بتوجيه الإساءة للمقدسات الإسلامية، معتبرًا أن حماية هذه المقدسات مسؤولية جماعية لا يمكن التهاون فيها.

نوشته های مرتبط

منشورات ذات صلة

Related posts

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top