جماعة إسلامي هند تطلق حملة وطنية لتعزيز الانسجام بين الأحياء

تسعى المبادرة التي تستمر حتى 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إلى إحياء ثقافة الجوار وتعزيز الروابط الاجتماعية.

في محاولةٍ لمواجهة تنامي انعدام الثقة والتوترات اليومية بين الطائفتين الدينيتين الرئيسيتين في الهند، أطلقت جماعة إسلامي الهند (JIH) يوم الجمعة حملةً توعويةً وطنيةً لمدة عشرة أيام بعنوان “حملة حقوق الجيران”.

وتسعى هذه المبادرة، التي تستمر حتى 30 نوفمبر/تشرين الثاني، إلى إحياء ثقافة حسن الجوار وتعزيز الروابط الاجتماعية في وقتٍ تتزايد فيه المصالح الخاصة في استغلال الانقسامات المجتمعية لتحقيق غاياتها السياسية، والتي تتجلى بوضوحٍ متزايد في المناطق الحضرية وشبه الحضرية.

وأعلن رئيس الجماعة، سيد سادات الله حسيني، عن الحملة، مؤكدًا أن الإسلام يُولي أهميةً بالغةً لحقوق الجيران، واصفًا إياها بأنها أساسيةٌ لبناء مجتمعٍ مسالم.

وأشار إلى أن القرآن الكريم يحث على الرفق ليس فقط بالجيران، بل أيضًا بالجيران المؤقتين، كزملاء العمل، ورفاق السفر، أو حتى من يتشاركون نفس المساحة العامة. في وقتٍ تُوسّع فيه سوء الفهم والصور النمطية الفجوات بين المجتمعات، نريد من المسلمين أن يُطبّقوا هذه التعاليم بوعيٍ أكبر، كما قال الحسيني.

وأضاف: “عندما يُظهر الجيران الرحمة والإنصاف والتسامح، فإن ذلك لا يُحلّ النزاعات الصغيرة فحسب، بل يُساعد أيضًا على تبديد الخوف والريبة. يُجسّد هذا السلوك الوجه الحقيقي للإسلام، ويُسهم في بناء مجتمعٍ أكثر ثقةً”.

قال قادة الجماعة الإسلامية إن الحملة تأتي أيضًا استجابةً لتنامي النزعة الفردية في المدن، حيث غالبًا ما يعيش الناس جنبًا إلى جنب دون أي تفاعل هادف.

وأوضح محمد أحمد، المنسق الوطني للحملة، أن سوء علاقات الجيرة يمكن أن يعمق المخاوف المجتمعية. وأوضح: “هدفنا هو تعزيز الأعمال البسيطة – كالاطمئنان على الجار، والتعاون في المناسبات، والحفاظ على نظافة الأماكن المشتركة، واحترام انضباط الطريق – التي تُهيئ معًا مناخًا من الاحترام المتبادل”.

على مدار الأيام العشرة، ستنظم وحدات الجماعة في جميع أنحاء البلاد اجتماعات مع الجيران من جميع الأديان، وجلسات شاي، وبرامج نسائية وشبابية، وحملات نظافة، ومسيرات توعية بحقوق المرور، ومسابقات ثقافية. وسيتم التركيز بشكل خاص على التواصل مع السكان غير المسلمين لتشجيع التفاهم بين الأديان ومكافحة المعلومات المضللة حول التعاليم الإسلامية. كما ستتضمن المبادرة زيارات “اعرف جارك” ولقاءات ثقافية مجتمعية، مع تشكيل لجان محلية لضمان استمرار التفاعل حتى بعد انتهاء الحملة. ويقول قادة إحدى أبرز المنظمات الإسلامية إن هذه الجهود تهدف إلى تقليل الاغتراب اليومي وإعادة بناء الثقة على مستوى القاعدة الشعبية – حيًا واحدًا في كل مرة.

نوشته های مرتبط

منشورات ذات صلة

Related posts

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top