لقد أدّت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دورها بحزم واقتدار في الحرب المفروضة التي استمرّت اثني عشر يوماً.

قال مستشار مدير الحوزات العلميّة: لو كانت الولايات المتحدة و"إسرائيل" تستطيعان مواصلة الحرب ضدّ إيران، لفعلتا ذلك، لكن عندما أدركتا عجزهما عن الاستمرار، تراجعتا من دون أيّ شروط مسبقة.

حجّة الإسلام والمسلمين محمّد حسن الزماني، مستشار مدير الحوزات العلميّة في شؤون المذاهب الإسلاميّة، قال في اجتماع الهيئة الدينيّة والعلمائيّة للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة الذي عُقد مع أعضاء تجمّع علماء المسلمين في لبنان، في مدينة بيروت، حول مكانة ولاية الفقيه في الإسلام:
إنّ قضيّة ولاية الفقيه ليست مسألة خاصّة بالشيعة، بل إنّ الأمّة الإسلاميّة في أيّ بلد من بلدانها، إذا أرادت تطبيق الأحكام الإسلاميّة، فلا بدّ لها من اختيار رئيس يكون عالماً وفقهاً في الإسلام، وأن يكون والياً، أي صاحب ولاية الفقيه، لا أن تختار رئيساً جاهلاً بالدين، لأنّ ذلك يؤدّي إلى تعطيل الدين.

وأضاف: إنّ ولاية الفقيه ليست مسألةً إسلاميّةً تخصّ الشيعة فقط، بل هي أوسع من ذلك، فهي ليست مقتصرة على المسلمين وحدهم، وإنّما هي قضيّة إلهيّة تشمل جميع الأديان.

وتطرّق حجّة الإسلام والمسلمين الزماني إلى ذكر حادثة فقال: ذهبتُ إلى أحد البلدان المسيحيّة وسُئلت هناك عن ولاية الفقيه. فقلت لهم: أنتم أيضاً تؤمنون بولاية الفقيه. فقالوا: كيف؟ قلت: إذا أردتم أن تُطبّقوا الدين المسيحي الحقيقي، لا بدّ أن تختاروا عالماً قسيساً متمكّناً من الدين ليُحقّق التعاليم الدينيّة، وتجعلونه والياً، وهذا هو بعينه معنى ولاية الفقيه.

وأشار المستشار في شؤون المذاهب الإسلاميّة إلى أنّ ولاية الفقيه مسألة عقليّة لا تحتاج إلى نصّ، مع أنّ القرآن الكريم والسنّة الشريفة تضمّان أدلّةً كثيرة عليها. فالرسول محمّد (ص) لم يكن نبيّاً فقط، بل كان وليّاً أيضاً، ومقام الإمامة يختلف عن مقام النبوّة. ومن هنا، فإنّ الإيمان بولاية الفقيه هو إيمان علمي.

وفي سياق آخر، شدّد على ضرورة المقاومة، مذكّراً بأنّنا في لبنان وإيران قدّمنا شهداء كثيرين، لكنّ العدو لا يزال قائماً، وأمريكا و”إسرائيل” هما عدوانا. وهذه سنّة إلهيّة، إذ جعل الله لكلّ نبيٍّ عدوّاً. والعدو موجود اليوم كما كان في الماضي وكما سيكون في المستقبل.

كما تحدّث عن هزائم العدو الصهيوني في ميادين مختلفة قائلاً: نعم قدّمنا شهداء وتهدّمت مبانٍ، لكن المقاومة في لبنان وإيران هي المنتصرة. لماذا المقاومة منتصرة؟ لأنّ الكيان الصهيوني بعدما هاجم لبنان وحزب الله، حالت المقاومة دون دخوله إلى لبنان. وكذلك هُزم في غزّة، إذ لم يتمكّن من تحرير أسراه. كما أنّه هاجم إيران، ولكن عندما فشل في تحقيق أهدافه، استعان بالشيطان الأكبر فجاء “أبوه”، إلا أنّهم عندما رأوا صواريخنا، أدركوا أنّ مواجهة الجمهوريّة الإسلاميّة أمر مستحيل، فطلبوا وقف إطلاق النار.

وتابع قائلاً: أعتقد أنّه لو كان بوسع أمريكا و”إسرائيل” مواصلة الحرب على إيران لفعلوا ذلك، ولم يكن في العالم، بما فيه مجلس الأمن، من يقف في وجههم. ولكن عندما أدركوا عجزهم عن الاستمرار، تراجعوا من دون شروط مسبقة. ونحن لدينا صواريخ متنوّعة، استخدمنا في بداية الحرب القديمة منها فلم تُصِب أهدافها إلا بنسبة عشرين في المئة، لكنّنا في المرحلة التالية استخدمنا صواريخ أحدث فأصابت أهدافها بنسبة ثمانين في المئة. ولدينا صواريخ أخرى لم نستخدمها بعد، وأعداؤنا يعلمون ذلك، ولذلك لم يجرؤوا على متابعة الحرب.

وختم مستشار مدير الحوزات العلميّة في شؤون المذاهب الإسلاميّة مؤكّداً: إنّ أقوى من الصواريخ هو إيمان الشعوب المسلمة بالله تعالى. ونحن نعلم أنّه إذا كنّا قلّة، فبإذن الله قد تغلب الجماعة الصغيرة على الجماعة الكبيرة.

نوشته های مرتبط

منشورات ذات صلة

Related posts

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top