سلسلة الندوات الأربعینیة لسنة ١٤٠٤هـ بعنوان:«الأربعين وإمكانات الدعوة الدينية في مسيرة الأربعين»

نظمت معاونت الشؤون الدولية للحوْزات العلمية في إيران، بالتعاون مع باقي المؤسسات الحوزوية، سلسلة من اللقاءات العلمية الدولية بعنوان «الأربعين والحضارة الحسينية» خلال أيام الأربعين لعام ۱۴۰۴. وفي هذا الإطار، عُقد لقاء بعنوان «الأربعين وإمكانات الدعوة الدينية في مسيرة الأربعين» قدمه الأستاذ حجت الإسلام والمسلمین الدكتور سيد جعفر موسوي زاده، مدير قسم الدعوة الدولية في معاونت الشؤون الدولية للحوْزات العلمية، وسيُقدَّم فيما يلي تفصيل هذا اللقاء.

في هذا اللقاء، قدّم حجت الإسلام والمسلمین الدكتور سيد جعفر موسوي زاده، مدير قسم الدعوة الدولية في معاونت الشؤون الدولية للحوْزات العلمية، محاضرة بعنوان «الإمكانات الدعوية الحديثة في مسيرة الأربعين: تحليل وحلول»، حيث تناول أهمية هذا الحدث بوصفه ظاهرة اجتماعية–دينية فريدة في العالم المعاصر، مؤكدًا أن أبعاده تتجاوز كونه مجرد طقوس دينية. وأشار إلى الإمكانات الدعوية الواسعة للأربعين، وطرح السؤال الرئيس للقاء: كيف يمكن الاستفادة من الإمكانات الظاهرة والخفية لمسيرة الأربعين في نشر الدين والثقافة والرسائل الإنسانية على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية؟

في القسم الأول من حديثه، حلّل الدكتور موسوي زاده الإمكانات المتاحة، واعتبر التجمع الملايين من الزائرين فرصة لتعزيز الوحدة وتقوية الهوية الشيعية. كما أشار إلى التعايش السلمي بين الثقافات والأديان المختلفة، ودور المبادرات الشعبية والمواكب في تقديم نماذج للإيثار والمحبة، والنماذج السلوكية للزائرين مثل الصبر، والإيثار، والتواضع كرسائل دعوية غير مباشرة لمسيرة الأربعين. وأضاف أن لهذا الحدث إمكانات إعلامية واتصالية كبيرة، مثل قدرة الرواية الفردية والجماعية، ودور الشبكات الاجتماعية، والبودكاست، والفيديوهات القصيرة، والمدوّنين، وإمكانية إنتاج أعمال فنية تتمحور حول الأربعين. وعلى الصعيد الدولي، اعتبر الأربعين منصة للحوار بين الحضارات ونقل رسالة السلام والمقاومة.

في القسم الثاني، تناول التحديات والمشكلات، مثل الدعاية السطحية والشعاراتية، وضعف في الاحترافية في الرواية، وإهمال الإمكانات الاجتماعية والثقافية والفنية، وسوء إدارة الوسائل الإعلامية، مؤكدًا أنها عوائق أمام الاستفادة الفعّالة من هذه الإمكانات.

في القسم الثالث، قدّم الدكتور موسوي زاده حلولًا مبتكرة، منها: إنتاج محتوى متعدد اللغات للجمهور العالمي، التركيز على الروايات الإنسانية مع التأكيد على الحب والإيثار والأمل، إطلاق حملات إعلامية بالتعاون مع المختصين، إنشاء منصات رقمية تفاعلية، الاستفادة من تقنية الواقع الافتراضي لتجربة الأربعين، بناء شبكات بين النخب الثقافية والإعلامية، تشجيع الأبحاث الأكاديمية، ودعم إنتاج الأعمال الفنية الرفيعة.

وختم بالتأكيد على أن مسيرة الأربعين ظاهرة تتجاوز الطقوس الدينية، ولها إمكانات دعوية هائلة، والاستفادة الفعّالة منها تتطلب نهجًا علميًا، مبتكرًا واستراتيجيًا.

نوشته های مرتبط

منشورات ذات صلة

Related posts

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top