سلسلة الندوات الأربعینیة ١٤٠٤ بعنوان:دور محبة أهل البيت عليهم السلام ورمز الأربعين في تعزيز وحدة الأمة الإسلامية لإعادة إحياء الحضارة الدينية

نظمت معاونت الشؤون الدولية للحوْزات العلمية في إيران، بالتعاون مع باقي المؤسسات الحوزوية، سلسلة من اللقاءات العلمية الدولية تحت عنوان «الأربعين والحضارة الحسينية» خلال أيام الأربعين لعام ۱۴۰۴. وفي هذا السياق، عُقد لقاء بعنوان «دور محبة أهل البيت عليهم السلام، من خلال رمز الأربعين، في تعزيز تضامن الأمة الإسلامية لإعادة إحياء الحضارة الدينية»، قدمه الأستاذ حجت الإسلام والمسلمين الدكتور فتح الله نجارزادگان، عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية لأساتذة الحوزة. وفيما يلي يُقدَّم تفصيل هذا اللقاء.

في هذا اللقاء، استند حجت الإسلام والمسلمین الدكتور فتح الله نجارزادگان، عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية للإمامة في الحوزة، إلى الآية ۲۳ من سورة الشورى: «قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى»، واعتبر هذه الآية فلسفة الأربعين وأساس الحضارة الدينية، مؤكدًا أن الأربعين برمز محبة أهل البيت عليه السلام يمتلك قدرة هائلة على إعادة إحياء الحضارة الإسلامية.

وأشار إلى أن الحضارة تقوم على ثلاثة أركان: العدالة، والحكمة، والتضامن، موضحًا أن الحضارات العلمانية تفسر هذه الأركان على أساس القومية أو الجنسية أو الولاء للوطن، وهو ما يعتبره القرآن ضارًا لأنها مفصولة عن الإيمان والعمل الصالح. في المقابل، تسعى الحضارة الدينية إلى تأسيس هذه الأركان وفق التعاليم السماوية؛ فالعدالة لأن الله قائم بالقسط، والحكمة في العبادة وفهم مكانة المخلوق وربه، والتضامن على أساس المحبة لله ولرسوله ولأهل البيت، وهو تضامن يتجاوز الأرض والقومية، متجذر، مشرق، وإلهي.

واعتبر الدكتور نجارزادگان أن مسيرة الأربعين تجسيد عملي لهذه المحبة، وأضاف أنها حركة قادرة على بناء الحضارة، شرط التعرف على قدراتها وتوضيحها وتعزيزها، لأن محبة أهل البيت تعد أحد الأعمدة الرئيسية للحضارة الإسلامية.

وفي تفسيره لآية المودة، أشار إلى ثلاثة اتجاهات:

  1. تفسير «قربى» على أنها تشمل أقارب النبي ودعم القبيلة، وهو مرفوض لأنه لا يتوافق مع سياق الآية وسيرة الأنبياء الآخرين.
  2. القول بأن الآية منسوخة، وهو مرفوض لأنها مؤكدة في الروايات المعتبرة عند الشيعة والسنة، مثل حديث الثقلين.
  3. تفسير «قربى» بأنها تشير إلى أهل البيت الخاصين بالنبي: علي، فاطمة، الحسن، الحسين والمعصومين، وهو ما تؤكده الروايات المتواترة عند الشيعة والسنة، وحديث الثقلين، وحديث السفينة، وآية التطهير، والمباهلة.

وشدد على أن أيًا من أقارب النبي أو زوجاته لم يزعم شمول هذه الآية، بينما أكد الإمام الحسن، الإمام علي، وسائر المعصومين عليها. أهل البيت هم ثقل القرآن، وسفينة نوح، وطاهرون من كل رجس، ومودتهم حسنة يضاعفها الله.

وختم الدكتور نجارزادگان بالتأكيد على أن مسيرة الأربعين، كحركة نحو سيد الشهداء وأهل البيت، تمثل رمز تحقيق مودّة القربى وتضامن الأمة الإسلامية، وأن لهذه الآية القدرة على بناء الحضارة، شرط التخلي عن التعصبات وتوضيح المعنى الصحيح في الحوار مع الإخوة من أهل السنة.


إذا أحببت، أستطيع الآن صياغتها بأسلوب أكاديمي رسمي مناسب للنشر في مجلة أو تقرير رسمي، مع الحفاظ على الأسلوب العربي الفصيح والجمل الطويلة والمعقدة. هل ترغب أن أفعل ذلك؟

نوشته های مرتبط

منشورات ذات صلة

Related posts

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top