**في هذه الندوة، اعتبرت الدكتورة مریم صفآرا، عضوة الهیئة العلمیة في جامعة الزهراء (سلام الله علیها) وعضوة مجموعة الصحة المعنویة في مجمع العلوم الطبیة في إیران، أنّ الأربعین حدث عالمي ودیني وما فوق الدیني، یبیّن عشرات الخصائص من المعنی الحقیقي لحیاة المسلم، ویقدّم مفاهیم تتجاوز البعد الجندري، وفي الوقت نفسه یركّز على قضایا مهمة متعلّقة بدور كلٍّ من الرجل والمرأة، وهي قضایا – للأسف – لم تحظَ حتى الآن بالانعكاس الكافي في صورة الأربعین.
وجعلت المحور الأوّل لكلمتها نقد الصورة النمطیة الخاطئة «النساء المتدیّنات ضعيفات»، وقالت: هذه الصورة النمطیة تفصل بین النساء والرجال على أساس الضعف والقوة، وتقدّم المرأة المتدیّنة بوصفها فاقدة للمهارة والقدرة العملیة. لكن واقع العملیة العالمیة والمرهقة للأربعین بمشاركة ملایین النساء الطاهرات والصالحات أثبت أنّ النساء المتدیّنات لیسن ضعیفات، بل هنّ صانعات أدوار سامیة وصعبة في تاریخ الدین؛ نساء یسلكن طریق آلاف الأعمدة مشیاً على الأقدام بروحٍ حسینیة.
أمّا المحور الثاني فخصّصته لتوضیح التحدّي الخاطئ «الإنجاب یقیّد الأم»، وأضافت: تجربة الأعوام الأخیرة في الأربعین أثبتت أنّ الإنجاب لا یشكّل قیداً للمرأة المتدیّنة، بل إن كثیراً منهنّ یشاركن في هذا الحدث بعدة أطفال، ویجسّدن حضوراً أصیلاً وأمومیاً، وقد أثبتن أنّه حتى في أصعب الظروف الاجتماعیة یمكن أن یكنّ فعّالات ومؤثّرات.
وعرّفت المحور الثالث بأنّه «تجسید الصمود الزینبي» في النساء، وأوضحت: إنّ الصبر والمرونة یمكن تعلّمهما وتعزیزهما في مختلف ظروف الحیاة، غیر أنّ الأربعین بما یحمله من ظروف استثنائیة ومرهقة یوفّر أرضیة سامیة لإعادة تمثّل جانب من مصائب السیدة زینب (سلام الله علیها) وتعزیز صمود النساء.
وختمت الدكتورة صفآرا بالتأكید على أنّ الأربعین فرصة فریدة لإبراز كفاءات المرأة المسلمة وتضحیاتها وأدوارها في الساحات المعنویة والاجتماعیة، وأنه یمكن أن یكون مصدر إلهام لإعادة تعریف مكانة المرأة في الحضارة الإسلامیة.**












