سلسلة الندوات الأربعینیة ١٤٠٤ بعنوان: «دور الإدارات الاستراتیجیة فی الأربعین الحسینی وعلاقته بمستقبل حضارة الأمّة الإسلامیة»

نظّمت معاونیة الشؤون الدولیة فی الحوزات العلمیة فی إیران، بالتعاون مع سائر المؤسسات الحوزویة، سلسلة من الندوات العلمیة الدولیة تحت عنوان «الأربعین والحضارة الحسینیة» خلال أیام الأربعین لعام ١٤٠٤هـ. وفی هذا الإطار، انعقدت ندوة بعنوان «دور الإدارات الاستراتیجیة فی الأربعین الحسینی وعلاقته بمستقبل حضارة الأمّة الإسلامیة» قدّمها الأستاذ حجة الإسلام والمسلمین سید علی أخلاقی، الباحث فی المجال الدولی والمسؤول عن الندوات الدولیة لدى لجنة إقامة الأربعین الحسینی فی معاونیة الشؤون الدولیة بالحوزات العلمیة فی إیران، ویُقدَّم فیما یلی نصّها المفصّل.

فی هذه الندوة، اعتبر حجة الإسلام والمسلمین سید علی أخلاقی، الباحث فی المجال الدولی والمسؤول عن الندوات الدولیة لدى لجنة إقامة الأربعین الحسینی فی معاونیة الشؤون الدولیة بالحوزات العلمیة فی إیران، أن الأربعین الحسینی حدث ثقافی ودینی عظيم، یتمتّع بسعةٍ کبیرة لتعزیز وتحقیق أهداف حضارة الأمّة الإسلامیة، وأکّد أن الإدارة الاستراتیجیة لهذا الحدث یمکن أن تلعب دوراً في: «تعزیز الهویة الإسلامیة» من خلال التخطيط الدقیق والاستفادة من القدرات الثقافیة والإعلامیة، و«تعزیز وحدة الأمّة الإسلامیة» بخلق بیئة للتفاعل والتبادل الثقافی بین الزائرین، و«نشر ثقافة الإیثار والشهادة» لتربیة أجیال فدائیة، و«مواجهة الحرب الناعمة للأعداء» باستخدام الإمکانیات الإعلامیة، و«الاستعداد للظهور» من خلال نشر ثقافة الانتظار.

وأشار إلى صعوبة التنبؤ بمستقبل حضارة الأمّة الإسلامیة، وذكر تحدیات مثل الانقسامات والخلافات الدینیة والعرقیة والسیاسیة، والاستبداد والفساد، والحروب وانعدام الأمن، وتأثیرات العولمة السلبیة على الثقافة والهویة الإسلامیة. وعلى الجانب الآخر، عرض الفرص مثل الموارد الطبیعیة الوفیرة، والشباب، والثقافة والحضارة الغنیة، والإمکانیات الروحیة للإسلام. ورسم ثلاثة سيناریوهات للمستقبل: السيناریو المتشائم مع استمرار الانقسامات وضعف الأمّة الإسلامیة، والسيناریو الواقعي مع تقلیل الانقسامات والتحرّك التدریجي نحو التنمية، والسيناریو المتفائل مع إقامة حضارة إسلامیة جدیدة قائمة على العدل والسلام والأخوّة والتقدم العلمي والتكنولوجي.

وأشار حجة الإسلام والمسلمین أخلاقی إلى العوامل الحضاریة الإسلامیة البارزة مثل التعالیم والقیم الإسلامیة، القرآن والسنة، اللغة العربیة، دور العلماء والمفکرین المسلمین، المراكز العلمیة والثقافیة، الفن والعمارة الإسلامیة، التجارة والاقتصاد، التسامح والتعايش، الحکومة والسياسة العادلة، والشمول الجغرافي للعالم الإسلامی، وقال: إن المراكز العلمیة والثقافیة من خلال إنتاج ونشر العلم والمعرفة وتربیة کفاءات متخصصة، والفن والعمارة الإسلامیة من خلال تجسید القیم الإسلامیة وخلق فضاءات جمیلة وهادئة، والتجارة والاقتصاد عبر توسیع الشبکات التجاریة ونشر الثقافة الإسلامیة، والتسامح والتعايش من خلال إرساء السلم وجذب النخب، جميعها لعبت دوراً في تقدّم وازدهار الحضارة الإسلامیة.

وختم بالتأکید على أن هذه العوامل، إلى جانب الإدارة الاستراتیجیة للأربعین، یمکن أن تمهد مسیر إقامة حضارة إسلامیة جدیدة وتخلق مستقبلاً مشرقاً وملیئاً بالأمل للأمّة الإسلامیة.

نوشته های مرتبط

منشورات ذات صلة

Related posts

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top