حجّةُ الإسلام والمسلمين السيّد جعفر موسوي زاده، وفي حديثٍ له مع مراسل وكالة الحوزة، أشار إلى الدور المحوري للحوزات العلميّة في تبيين الأبعاد الحضاريّة لزيارة الأربعين الحسيني، قائلاً: إنّ الأربعين حركةٌ حضاريّةٌ كبرى، والحوزةُ العلميّةُ مُلزَمةٌ بأداء دورٍ تبليغيٍّ فعّالٍ ومؤثّرٍ في هذا المجال.
استقرارُ المبلّغين في ١٢ محافظةً عراقيّة
وأوضح أنّه بناءً على طَلَبِ الجانبِ العراقي لحضور مبلِّغين مُتقنين للّغة العربيّة، جرى إعدادُ برامجَ واسعةٍ، وبموجب الخطّة الموضوعة شُمِلَت مساراتُ المشي الأربعيني في ١٢ محافظةً عراقيّة بالتغطية التبليغيّة، وهي: البصرة، العمارة، الناصريّة، السماوة، الديوانيّة، الحلة، بابل، النجف، كربلاء، بغداد، ديالى وكركوك.
وأضاف مديرُ التبليغ الدولي في الحوزات العلميّة أنّ نحو ٦٠٠ مُبلِّغٍ مُتقِنٍ للّغات جرى تنظيمُهم بعد الإعلان العام، والتسجيل، وإجراء المقابلات، واجتياز الدورات التدريبيّة، ثمّ وُزِّعوا على نقاطٍ مختلفةٍ في مسار الزائرين. وتمّت عمليّةُ الاستقرار بالتنسيق مع المسؤولين المحلّيّين وتحت إشرافٍ مشتركٍ عراقي–إيراني.

محاورُ نشاط المبلّغين في الأربعين
وبيّن موسوي زاده أنّ هذه الكوادر التبليغيّة عملت على:
- الإجابة عن الشبهات العقائديّة والكلاميّة،
- بيان الأحكام الشرعيّة بالعربيّة،
- نقل المعارف الدينيّة للأطفال والناشئة،
- إحياء المجالس والمناسبات الدينيّة.
وقد لقيت هذه الأنشطة ترحيباً واسعاً من المؤسّسات العراقيّة، كما استقبلهم الناسُ بحفاوةٍ خاصّةٍ عند معرفتهم أنّهم جاؤوا من الجمهوريّة الإسلاميّة لخدمتهم.
التركيز على الشباب واستمرار المشروع حتى الأربعين
وأكّد أنّ الفئةَ المستهدَفةَ أساساً كانت من الشباب، ولذلك أُعطيت الأولويّة لمعالجة إشكالاتهم الفكريّة وتلبية احتياجاتهم المعنويّة. ولفت إلى أنّ المشروع بدأ منذ أواخر محرّم واستمرّ حتّى نهاية صفر وأيّام الأربعين، وقد أُنجز بفضل الله بنجاح، ونال رضى الناس والجهات العراقيّة.
الروايةُ الإعلاميّةُ متعدّدةُ اللغات للأربعين
وأشار إلى إنجازٍ آخر تمثّل في استقرار مبلّغين من غير الناطقين بالفارسيّة والعربيّة على طريق النجف–كربلاء، حيث قدّموا خدماتٍ دينيّةً وثقافيّةً بالإنجليزيّة والإسبانيّة والفرنسيّة والصينيّة للزائرين الأجانب.
كما أوضح أنّ بعض المبلّغين الإعلاميّين قاموا للمرّة الأولى برواية الأربعين بلغاتٍ متعدّدة لجمهورٍ دولي، وهو ما لاقى تفاعلاً واسعاً في بلدان مختلفة.
ندواتٌ علميّة وتوفيرُ أماكن السكن
وأضاف أنّه عُقدت في كربلاء سلسلةُ ندواتٍ علميّةٍ وترويجيّة بحضور أساتذةٍ بارزين من الحوزة الإيرانيّة، وبُثّت مباشرةً عبر الإنترنت إلى جمهورٍ عالمي.
كما جرى تأمينُ أماكنَ مناسبةٍ لسكن المبلّغين والطلّاب في النجف وكربلاء بالقرب من العتبات المقدّسة لتسهيل الخدمة وتوسيع نطاقها.
الشكرُ والتقدير
وفي ختام حديثه، قدّم موسوي زاده شكره وتقديره لمدير الحوزات العلميّة آية الله الأعرافي، ولمعاون التبليغ حجّة الإسلام رفيعي، ولمعاون الموارد والدعم حجّة الإسلام هاشمي، ولرئيس مركز الإعلام حجّة الإسلام رستمي، ولمعاون الشؤون الدوليّة حجّة الإسلام حسيني كوهساري، وكذلك حجّة الإسلام عليزاده الذين تابعوا هذه الجهود وساندوها بشكلٍ مباشر.











