في هذه الجلسة، قامت الدكتورة زهراء الحائري (مهرجوي)، أستاذة الجامعة، بتوضيح مفهوم الحضارة واعتبرت أنها نوع من التقدم في العلاقات الإنسانية والاجتماعية على أساس مجموعة من العناصر المتعددة. وأوضحت قائلة: «ببساطة، الحضارة هي كل ما يجعل هوية أو فكر أو سلوك ثابتًا ودائمًا». وأضافت أن بناء الحضارة الإسلامية كان محل اهتمام منذ الأيام الأولى للدعوة إلى الدين الإسلامي على يد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله.
ثم أشارت الدكتورة الحائري إلى العناصر الأساسية للحضارة الإسلامية، وقالت: «تتميز هذه الحضارة بمجموعة من العناصر الإيمانية والعقدية مثل التوحيد والعبادات والأعراف الدينية؛ والعناصر القانونية والحقوقية مثل العدالة واحترام الحقوق، والتوازن بين الواجبات والحقوق، والمشاركة في اتخاذ القرارات الكبرى؛ والعناصر الأخلاقية والاجتماعية مثل الاهتمام بالأسرة والمجتمع، والعيش بسلام بين الأديان والمذاهب، والتمسك بالقيم الأخلاقية؛ والعناصر العلمية والمعرفية مثل تشجيع طلب العلم والتفاعل مع الحضارات الأخرى». وهذه السمات جعلت الحضارة الإسلامية شاملة ومستدامة، وأثرت على العالم لقرون عديدة.
وأوضحت الدكتورة الحائري، مؤكدة انتشار زيارة الأربعين بين مختلف الشعوب ومعرفة العديد من الدول بهذا الحدث، أن زيارة الأربعين يمكن أن تجسد العديد من هذه العناصر الحضارية الإسلامية بشكل ملموس وواقعي، وتسهم في تسريع عملية بناء الحضارة الإسلامية، وبالتالي تمثل خطوة مؤثرة في تهيئة الظروف لظهور الإمام المنتظر.
