عُقد في مدينة قم المؤتمر الدولي بعنوان «استراتيجيات التقريب والحياة الاجتماعية في أفغانستان» يوم السبت (29 شَهرِیور) بحضور العلماء والأساتذة والباحثين وطلاب جامعة المصطفى العالمية.
افتتح المؤتمر بعرض ملخصات أبحاث خمسة من الطلاب حول موضوع التقريب وأثر العادات المحلية والدينية على المجتمع الأفغاني. وقدّم حجت الإسلام عبدالأحمد ميرزايي بحثه حول دور العادات في تكريس الأحكام الشرعية وتأثيرها على تقريب المذاهب، بينما استعرض غلام سخى إحساني ضرورة مواجهة التطرف السلفي عبر تعزيز التيارات الصوفية المعتدلة.
كما قدّم علي محمد مبلغ دراسة عن دور التنشئة السياسية في تشكيل حركة طالبان، موضحًا تأثير البعد القبلي والعادات التقليدية والسلطة المطلقة للقيادة على فكر الحركة، فيما ركّز عبدالحكيم وحيدي على إمكانية تعزيز التقارب العرقي والديني بوجود التيارات المعتدلة مثل الصوفية.
وقدم حجت الإسلام محمدجواد ناطقي رؤية حول إعادة تعريف الثورة الإسلامية في أفغانستان، مؤكّدًا أهميتها رغم عدم استمراريتها، وبيّن بعض نتائجها على وعي الشعب المسلم والمواجهة ضد الاستبداد. ثم ، قدّم حجت الإسلام حسيني تقرير الدورة القصيرة بعنوان «التقريب في أفغانستان».
و كان المتحدث الرئيسي فيه آية الله عباسي، رئيس جامعة المصطفى العالمية. هنأ آية الله عباسي بالمناسبات الدينية والوطنية، ومنها أسبوع الوحدة المنصرم وأسبوع الدفاع المقدس القادم، مستعرضًا دور القيادة الحكيمة للإمام وجهود الشباب المجاهدين من مختلف الجنسيات في إفشال أعداء الأمة خلال الحرب المفروضة.
وشدّد على أهمية اهتمام المسؤولين الثقافيين بأفغانستان الكبرى، مؤكّدًا أن نتائج المؤتمر يجب أن تُستفاد عمليًا. وأشار إلى أن المنطقة لعبت دورًا حضاريًا مهمًا في الثقافة الإسلامية، وأن «العقيدة» هي العامل الأساسي في توحيد المجتمع، متفوقة على اللغة والعرق والجغرافيا.
كما أشار إلى الدور التاريخي للغة الفارسية في نشر الثقافة الإسلامية في المنطقة، حيث كتب الشيعة والسنة بها التفسير، والشعر، والأدب، وكانت وسيلة دائمة لخدمة الثقافة الإسلامية، مع التأكيد على أن موطن هذه اللغة هو خراسان الكبرى.
وفي الختام، تم تكريم أفضل البحوث من قبل آية الله عباسي، وآية الله صالحي، رئيس مجلس علماء الشيعة في أفغانستان، وحجت الإسلام والمسلمين شاكري، رئيس مؤسسة التعليم القصير بجامعة المصطفى.


















