سلسلة الندوات الأربعينية لعام ١٤٠٤ هـ تحت عنوان: «دور الأربعين الحسيني في تعزيز الصحة النفسية للمجتمع الإسلامي»

نظّمت معاونية العلاقات الدولية في الحوزات العلمية الإيرانية، بالتعاون مع عدد من المؤسسات الحوزوية الأخرى، سلسلة من الندوات العلمية الدولية تحت عنوان «الأربعين والحضارة الحسينية» خلال أيام الأربعين لعام ١٤٠٤ هـ. وفي هذا السياق، انعقدت ندوة بعنوان «الأربعين الحسيني ودوره في الصحة النفسية للمجتمع الإسلامي» قدّمتها السيدة مريم صف آرا، عضو هيئة التدريس في جامعة الزهراء وعضوة مجموعة الصحة الروحية في الأكاديمية الإيرانية للعلوم الطبية. ويُعرض فيما يلي نصّها الكامل.

في هذه الندوة، اعتبرت الدكتورة مريم صف آرا، عضو هيئة التدريس في جامعة الزهراء (سلام الله عليها) وعضوة مجموعة الصحة الروحية في الأكاديمية الإيرانية للعلوم الطبية، أن الأربعين يُعدّ أحد أبرز الأيام الروحية في التقويم الإسلامي، مشيرةً إلى أن روح هذا الحدث أعمق بكثير مما يُستنتج من مظاهره الظاهرية، فهي مستمدة من حقانية الإمام الحسين عليه السلام وجذورها في تطور المسلمين. وأضافت: غالباً ما يُعتقد أن إحياء الأربعين يقتصر على الفضائل الدينية مثل الزيارة والإطعام والإقامة، لكن في الحقيقة، الروح الروحية للأربعين والتفاعل الحماسي خلال هذه الأيام يحوّلها إلى مدرسة إنسانية وفترة تجسّد الإنسان.

وأشارت الدكتورة صف آرا إلى الأنشطة الواسعة في مجال الصحة خلال الأربعين، خاصةً خدمات الصحة النفسية والروحية المستمدة من المذهب الحسيني وعاشوراء، واعتبرت الرسالة الأولى لهذا الحدث هي “القدرة الشاملة والرفيعة للأربعين في تنمية الإنسان”، موضحةً أن الاهتمام بالصحة النفسية والروحية للزائرين يُظهر أن الدين والأربعين ينظران إلى الإنسان بصورة شاملة، وأن هذا الحدث، إلى جانب أبعاده الثقافية والروحية والاجتماعية، يهتم أيضاً بالجانب النفسي ويعمل على تطويره. وأضافت أن التعايش السلمي في أصعب الظروف، والمرونة في مواجهة تعب المشي الطويل، وخدمة الآخرين، هي من الخصائص الروحية المميزة للأربعين، والتي تسهم في تعزيز الصحة النفسية والاجتماعية والروحية.

ثم تناولت الدكتورة صف آرا تأثير الروح الروحية للأربعين على قوة خدمات الصحة النفسية، مشيرةً إلى أن تجربة تقديم الاستشارات النفسية خلال السنوات الثمانية الماضية أظهرت أن بعض الأشخاص، رغم تلقيهم استشارات في إيران، حققوا انفراجات جديدة خلال الأربعين. وأوضحت أن هذا الاختلاف يعود إلى تأثير الظل الروحي الرفيع للأربعين على جوهر خدمات الصحة النفسية، ما يُعيد إحياء الإرادة والمرونة والتفكير العميق وإعادة النظر في الحياة لدى الزائرين.

كما اعتبرت الرسالة الثالثة للأربعين هي “فرصة لاكتشاف الذات وتعزيز الصحة النفسية عبر مسار الأربعين”، مؤكدةً أن مسار المشي إلى كربلاء يُعدّ مرشداً حقيقياً ويستطيع توجيه جميع أبعاد الصحة، خاصةً الصحة النفسية. وأوضحت أن هذا المسار لا يتعارض مع التدخلات النفسية، بل يعززها ويسهّلها. وأضافت أن المشي في الأربعين يمثل بروتوكولاً سلوكياً–معرفياً عميقاً، يعزز خصائص مثل التقمص الرفيع، الصبر، الإرادة الروحية، العون المتواضع للآخرين، الرغبة في التواصل الجماعي، والتوافق اللغوي، ليشكّل ويعزز الصحة النفسية مع توجيهها نحو البعد الروحي في سياق الأربعين.

نوشته های مرتبط

منشورات ذات صلة

Related posts

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top