سلسلة الندوات الأربعینیة لعام ١٤٠٤ هـ تحت عنوان: «دور المرأة وفرصة الأربعین فی التمهید لظهور الإمام المهدی (عج) أرواحنا فداه»

نظّمت معاونیة العلاقات الدولیة فی الحوزات العلمیة الإیرانیة، وبالتعاون مع عدد من المؤسسات الحوزویة الأخرى، سلسلة من الندوات العلمیة الدولیة تحت عنوان «الأربعین والحضارة الحسینیة» خلال أیام الأربعین لسنة ١٤٠٤ هـ. وفی هذا السیاق، انعقدت ندوة بعنوان «المرأة وفرصة الأربعین فی التمهید لظهور الإمام المهدی (عج) أرواحنا فداه»، قدّمتها الدکتورة زهرا دلاوری باریزی، الأستاذة المساعدة وعضوة هیئة التدریس فی الجامعة، وأستاذة فی جامعة الزهراء (س)، وعضوة مجلس إدارة جمعیة الأدیان والمذاهب. ویرد فیما یلی نصّ الندوة بشکلٍ مفصّل.

في هذه الندوة، أكدت الدكتورة زهرا دلاوري باريزي، الأستاذة المساعدة وعضوة هيئة التدريس في الجامعة، وأستاذة جامعة الزهراء (س)، وعضوة مجلس إدارة جمعية الأديان والمذاهب، أن ملحمة الأربعين، بوصفها أحد أعظم التجمعات الروحية في العالم، لا تقتصر على كونها تذكاراً لثورة عاشوراء، بل تمثل مختبراً عملياً للحضارة الإسلامية وتهيئةً لظهور الإمام المهدي (عج). وأضافت أن النساء، مستلهمات من توجيهات قائد الثورة، يمكنهنّ بحضور نوعي في هذا الحدث أن يلعبن دوراً فريداً في إعداد العالم لعصر الظهور.

وحددت دور النساء في محاور رئيسية:

  1. النساء كـ «جنود ثقافيات للإمام المهدي (عج)»
    وفقاً للدكتورة دلاوري باريزي، يؤكد قائد الثورة أن «الحضارة الإسلامية تتحقق بجهود النساء المؤمنات الواعدات». فالأربعين يُعد فرصة لنشر العدالة عملياً، كما كشفت السيدة زينب (س) ظلم بني أمية بخطاباتها، اليوم تستطيع النساء عبر رواية أحداث الأربعين نقل رسالة المهديّة ومناهضة الظلم عالمياً. كما يساهم بناء الشبكات الحضارية عبر التواصل العابر للحدود بين النساء في المواكب الدولية في توحيد الأمة الإسلامية وتشكيل جيش عالمي للإمام المهدي (عج).
  2. تربية الجيل المهدوي؛ الرسالة الأساسية للنساء
    استناداً إلى كلمات القائد: «تربية الأبناء الصالحين هي أعظم جهاد للمرأة المسلمة». يوفر الأربعين فضاءً لتعليم المقاومة عملياً من خلال المشاركة الأسرية في المشي إلى كربلاء، والاستفادة من نموذج السيدة زينب (س) في إدارة الأزمات، وتعلم فن تحويل المصائب إلى فرص.
  3. الأربعين؛ تدريب على الحكم العالمي العادل
    يرى قائد الثورة أن الأربعين «رمز للحكم الكريم المهدوي». تستطيع النساء من خلال الخدمة على غرار مواكب الزينبيات تقديم نموذج لمجتمع قائم على العدل، يُوظف فيه المال والعلم والعاطفة في سبيل الأهداف الإلهية. كما يمكن ربط الأربعين بالمقاومة، خصوصاً في قضايا مثل غزة، لجعل مناهضة الظلم خطاباً عالمياً.
  4. تهذيب النفس؛ شرط أساسي لتهيئة الظهور
    وفق كلمات القائد: «انتظار الفرج بلا عمل صالح باطل». فالنساء في الأربعين، من خلال تزكية النفس أثناء المشي، يحوّلن هذه الرحلة الروحية إلى فرصة لتعزيز الإيمان والإخلاص، ومع إنتاج محتوى مهديّ على وسائل التواصل الاجتماعي، يروّجن ثقافة الانتظار.
  5. ربط عاشوراء، الأربعين، والظهور
    أكد القائد: «الأربعين حلقة وصل بين عاشوراء والظهور». فالنساء من خلال إحياء زيارة آل ياسين والانتباه إلى المعاني المهدوية في زيارة الأربعين، ومواكبة خطاب الثورة الإسلامية كمقدمة للظهور، يقدمن دورهنّ في هذا المسار.

واختتمت الدكتورة دلاوري باريزي حديثها بالقول إن الأربعين تُعد «مدرسة للنساء المنتظرات»، مؤكدةً أن النساء يمكنهنّ، وفق كلمات القائد، تشكيل حضارة جديدة بالحفاظ على هويتهن الإسلامية. فالأربعين يعلّم النساء أن الحضور في الساحة العامة ليس للتباهي، بل لخدمة أهداف الإمام المهدي (عج)، وأن تربية الجيل المهدوي أهم من أي نشاط اجتماعي، وكل خطوة في طريق كربلاء هي خطوة نحو الظهور.

وفي الختام، اقترحت تشكيل «لجان نسائية مهديّة» في مواكب الأربعين، لما لذلك من أثر في التخطيط المنهجي وفق بيان الخطوة الثانية للثورة وتحقيق البناء الحضاري الإسلامي.

نوشته های مرتبط

منشورات ذات صلة

Related posts

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top