من ماليزيا إلى أمريكا؛ الجميع ضد إسرائيل

أحد أحدث تعابير قائد الثورة الإسلامية حول مصير النظام الصهيوني هو عبارة: «أكثر حكومة معزولة ومكروهة في العالم». هذا التعبير ليس مجرد وصف سياسي، بل يعكس مسارًا تاريخيًا يقود نحو تحقيق شعار قديم وهو «محو إسرائيل». وفي سياق هذا الموقف، حدّد سماحته طريقين أساسيين لتعميق هذه العزلة وقطع الشرايين الحيوية للنظام الصهيوني: أولًا، قطع العلاقات الاقتصادية، وثانيًا، قطع العلاقات السياسية. هذا النداء موجه في المقام الأول إلى الحكومات والدول، وفي المرحلة التالية إلى الشعوب والنخب العالمية.

قضية «محو إسرائيل» بيد الشعب الفلسطيني لها تاريخ طويل. ومنذ عهد الإمام الخميني (قدس) وحتى اليوم، تم التأكيد على هذه الاستراتيجية مرارًا وتكرارًا. وقد صرح سماحة آية الله خامنئي في توضيح هذا الموضوع بأن المقصود من «محو إسرائيل» ليس الإبادة الجسدية لشعب أو قومية معينة، بل إعادة السيادة على أرض فلسطين إلى أصحابها الحقيقيين؛ سواء كانوا مسلمين، مسيحيين أو يهودًا. بعبارة أخرى، يجب أن يختار الفلسطينيون دولتهم وبنيتهم السياسية بأنفسهم، ويطردوا المحتلين والمغتصبين مثل نتنياهو وأمثاله من الساحة.

ما أصبح ذا أهمية مضاعفة هذه الأيام هو ظهور تحركات شعبية وحتى حكومية واسعة في مختلف أنحاء العالم، وهي دلائل واضحة على أن عزلة النظام الصهيوني ليست مجرد توقع نظري، بل أصبحت واقعًا ميدانيًا. شباب أمريكيون يقاطعون المتاجر ويجبرونها على إزالة المنتجات الصهيونية، ونشطاء إيرلنديون يفرغون رفوف المحلات، وعمال ميناء جنوة في إيطاليا يمنعون تصدير 14 ألف حاوية سنويًا إلى إسرائيل، كلها أمثلة على هذه الموجة العالمية.

في أوروبا، حاول الشباب البريطانيون، من خلال الاعتصامات وحتى تخريب أدوات صناعة الأسلحة، منع تصدير معدات القتل الجماعي إلى تل أبيب. ونجح الشعب الإسباني بإغلاق مسارات البطولات الرياضية في إفشال حضور ممثلي إسرائيل. وأكثر من أربعة آلاف فنان ومخرج وممثل، بانضمامهم إلى حركة المقاطعة الثقافية لإسرائيل، أضعفوا مكانة هذا النظام دوليًا بشكل أكبر. وفي المجال الرياضي، تُظهر محاولة قطر إخراج إسرائيل من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، وموقف الحكومة الإسبانية حول احتمال الانسحاب من كأس العالم إذا شاركت إسرائيل، جانبًا آخر من هذه العزلة.

هذه الإجراءات الشعبية والحكومية تمثل انعكاسًا واقعيًا لتحقيق الاستراتيجية التي أوضحها قائد الثورة الإسلامية مرارًا: قطع الشرايين الحيوية للنظام الصهيوني، سواء الاقتصادية أو السياسية. الواقع اليوم يظهر أن إسرائيل أكثر هشاشة من أي وقت مضى.

ومع استمرار هذا المسار، من المتوقع أن يتحقق قريبًا الهدف القديم بتحرير فلسطين وإنهاء وجود نظام قائم على الاحتلال والجريمة والإرهاب؛ وهو واقع لا يمثل رغبة الشعب الفلسطيني فحسب، بل أيضًا مطلبًا متزايدًا للرأي العام والعديد من حكومات العالم.

نوشته های مرتبط

منشورات ذات صلة

Related posts

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top