سلسلة الندوات الأربعينية لعام 1446هـ (1404ش) بعنوان: «دور المرأة في ارتقاء جودة ملحمة المشي الأربعيني»

نظّمت معاونية العلاقات الدولية في الحوزات العلمية في إيران، بالتعاون مع عدد من المؤسسات الحوزوية، سلسلة ندوات علمية دولية تحت عنوان «الأربعين والحضارة الحسينية» خلال أيام الأربعين لعام 1446هـ (1404ش). وفي هذا السياق، انعقدت ندوة متخصّصة بعنوان: «دور المرأة في الارتقاء بجودة ملحمة المشي الأربعيني»، قدّمتها الدكتورة زهرا دلاوري پاريسي، الأستاذة المساعدة وعضو الهيئة العلمية في جامعة الزهراء (عليها السلام)، وعضو مجلس إدارة جمعية الأديان والمذاهب.

في إطار هذه السلسلة من اللقاءات، أستاذة الدكتورة زهرا دلاوري باريزي، أستاذة مساعدة وعضوة هيئة التدريس في الجامعة، وأستاذة في جامعة المجتمع الزهراء (س) وعضوة مجلس إدارة جمعية الأديان والمذاهب، أشارت إلى الأبعاد المختلفة لمشاركة النساء في مسيرة الأربعين، ووصفت هذا الحدث بأنه «جامعة لبناء الحضارة»، حيث تلعب النساء دورًا محوريًا وفريدًا.

وأكدت أن مشاركة النساء في هذا الملحمة، مستلهمة من نماذج كحضرت زينب (س)، حضرت خديجة (س) وحضرت فاطمة (س)، أسهمت في رفع المستوى الروحي والثقافي والاجتماعي للأربعين، مشيرة إلى أن هذا الدور يمكن تحليله عبر عدة محاور رئيسية.

في المحور الأول، وهو الرواية ونشر ثقافة عاشوراء، قالت الدكتورة دلاوري باريزي: النساء كراويات صادقات لملحمة الأربعين ينقلن رسالة عاشوراء إلى الأجيال القادمة والمجتمع العالمي. كما أن حضرت زينب (س) أحيت حقائق عاشوراء بخطباتها البليغة، اليوم تستفيد النساء من الأدوات الحديثة مثل وسائل التواصل الاجتماعي، البودكاست متعدد اللغات والمعارض الثقافية لنشر رسالة المقاومة والعدالة عالميًا.

أما المحور الثاني، فهو بناء الأسر المقاومة، وذكرت أن النساء بمرافقة العائلة في الأربعين يعلمن أطفالهن أسلوب الحياة الحسيني من خلال الصبر والإيثار والتقشف. وتعد المواكب الخاصة بالأم والطفل، والحضانات القرآنية، والبرامج العائلية على الطريق، بيئة لتنشئة أجيال تتبنى قيم المقاومة والوحدة.

وفي المحور الثالث، أشارت إلى الخدمة العامة ومساعدة الآخرين، قائلة: النساء بصفتهن خادمات متواضعات في الأربعين، يقدمن المساعدة في الطعام، والإقامة، ورعاية الزائرين، مجسدة الأخلاق الإسلامية والتضامن. وحضورهن النقي والمنظم في الطريق يمثل نموذجًا للحضارة الإسلامية المبنية على الخدمة.

أما المحور الرابع، فهو شبكات الحضارة والدبلوماسية الثقافية، وأضافت أن النساء من خلال إقامة علاقات عبر الحدود في المواكب الدولية يعملن كسفيرات ثقافيات، مما يعزز وحدة الشيعة والسنة وينقل رسالة الأربعين إلى المجتمعات غير المسلمة.

وفي المحور الخامس، المتعلق بـ الريادة في المقاومة وكشف الظلم، أشارت إلى أن النساء يربطن الأربعين بالقضايا المعاصرة في العالم الإسلامي، مثل قضية غزة، ويلعبن دور الريادة في المقاومة، حيث تعكس روايتهن للظلم المرتكب من قبل النظام الصهيوني رسالة حضرت زينب (س) في كشف جرائم بني أمية.

وختمت الدكتورة زهرا دلاوري باريزي بالتأكيد على أن المشاركة النوعية للنساء في الأربعين تمثل مزيجًا من العقل والعاطفة والعمل، مما يحول هذه الملحمة من مجرد طقس ديني إلى حركة بناء حضارة. وأضافت أن بدون مشاركة النساء، سيكون “بناء حضارة الأربعين ناقصًا”، وأن تعزيز بنية مشاركة النساء وتوثيق رواياتهن يمثل الخطوة التالية لتعميق هذا الدور التاريخي.

نوشته های مرتبط

منشورات ذات صلة

Related posts

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top