سلسلة الندوات الأربعينية لعام 1446هـ بعنوان: «إعادة قراءة قدرات الحضارة في الأربعين الحسيني»

نظّمت معاونیة العلاقات الدولیة في الحوزات العلمیة في إیران، بالتعاون مع سائر المؤسسات الحوزویة، سلسلة من الندوات العلمیة الدولیة تحت عنوان: «الأربعین والحضارة الحسینیة» وذلك في أیام الأربعین لعام 1446هـ. وفي هذا الإطار، انعقدت ندوة بعنوان: «إعادة قراءة قدرات الحضارة في الأربعین الحسيني» قدمها حجّة الإسلام والمسلمین الدكتور رسول چغینی، مدیر مجموعة الإمامة المقارنة في مركز بحوث الإمامة وعضو دائم في الجمعية العلمیة للإمامة في الحوزة. ویُقدَّم فيما یلي نصّها الكامل.

في هذه الندوة، قدّم حجّة الإسلام والمسلمین الدكتور رسول چغینی، مدیر مجموعة الإمامة المقارنة في مركز بحوث الإمامة وعضو دائم في الجمعية العلمیة للإمامة في الحوزة، كلمته في أربعة محاور رئيسية:

التماسك الاجتماعي: اعتبر الدكتور چغینی مشی الأربعین أحد أكبر التجمعات البشرية التي تنشأ دون دعوة رسمية، وإنما على أساس الحب للإمام الحسين (عليه السلام). هذه الحركة تُخرج الأفراد من العزلة، وتعزّز التعاطف والمساعدة المتبادلة، وتقدّم نموذجاً للانتماء الاجتماعي والتماسك في مواجهة الفردية والاكتئاب في العصر الحديث.

الحصانة الثقافية: أشار إلى الهجوم الثقافي وأزمة الهوية، واعتبر الأربعین تذكيراً بالهوية الإيمانية والقيم الإنسانية. فالتضحية التي يبديها الزائرون، والخدمة غير المشروطة من المضيفين، ووحدة الشيعة والسنة على طريق كربلاء، تمثل نماذج واقعية للمقاومة الثقافية والروحية، تُلهم خصوصاً الجيل الشاب وتُوفّر الحصانة في مواجهة أسلوب الحياة المادي والفردي الغربي.

المرونة النفسية: أكّد أن إعادة قراءة عاشوراء والمشاركة في الأربعین تعزز الأمل والصبر والثبات في الإنسان. فالزائر من خلال تذكر مصائب أهل البيت (عليهم السلام) يمنح معاناته الشخصية معنى أكبر، ويكتسب القدرة على الصمود أمام المشكلات الفردية والاجتماعية. كما أنّ صعوبات طريق المشي تُعدّ تدريباً داخلياً لزيادة المقاومة النفسية.

المقاومة المدنية: وصف الأربعین بأنه أكثر من عبادة فردية، بل هو عرض للقوة الناعمة للأمة الإسلامية. فحضور الملايين من الناس رغم الضغوط والعقوبات والتهديدات يُظهر مقاومة سلمية أمام القوى المستبدة. كما أن خدمة الشعب العراقي للزائرين دون مقابل تدل على أن محبة أهل البيت وكرامة الإنسان تتجاوز الصعوبات الاقتصادية، وهذه التجربة يمكن أن تكون مصدر إلهام لحل القضايا الاجتماعية والسياسية في المجتمعات الإسلامية.

وختم الدكتور چغینی بالتأكيد على أن الأربعین يشكّل فرصة استثنائية في التاريخ، حيث يشارك فيه ملايين الأشخاص من مختلف أنحاء العالم، حامِلين معهم ثروة عظيمة من الروحانية والأمل والتضحية. وأوضح أنّ هذه الحركة يمكن أن تمهّد الطريق لحضارة إسلامية حديثة، وفي النهاية لمجيء الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

نوشته های مرتبط

منشورات ذات صلة

Related posts

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top