أكّد حجّة الإسلام والمسلمین «حسیني الکوهساري»، معاون العلاقات الدولیة في الحوزات العلمیة، خلال ندوة بعنوان «الأربعین وآفاق الحضارة في الأمة الإسلامیة»، أنّ التطرّق إلى الموضوعات الحضاریة یُعدّ من الضروریات الراهنة لإیران والثورة الإسلامیة والعالم الإسلامي. وأوضح أنّ شمولیة الإسلام والقرآن وما یتضمّناه من تعالیم حضاریة، إضافةً إلى الإرث الحضاري والتجارب التاریخیة القیّمة لإیران قبل الإسلام وبعده، وصدام الحضارة الغربیة مع سائر الأمم ولا سیما العالم الإسلامي، إلى جانب التحوّلات الحضاریة المعاصرة والمنعطف التاریخي الراهن؛ كلّها تشكّل من أبرز هذه الضروریات.
وأشار إلى أنّ الحرب ذات الأیام الاثني عشر كانت من المحطّات التاریخیة الفاصلة التي صنعت التاریخ وأحدثت تحوّلات حضاریة، معتبراً إيّاها منعطفاً حاسماً في تاریخ الثورة وإیران بل وفي التاریخ المعاصر برمّته. وأضاف: بعد الحربین العالمیتین الأولى والثانیة، ومع تجاوز العالم لمرحلة النظام ثنائي القطب ثم أحادی القطب ودخوله في عالم متعدّد الأقطاب، یبقى النظام الإسلامي القوّة الصاعدة الوحیدة التي استطاعت أن تواجه الحضارة الغربیة وأمیركا و«إسرائیل» بشكل مباشر سواء في جبهة الخطاب والفكر أو في جبهة الحرب المركّبة، وأن تحقّق الانتصار في المیدان.
وبيّن حجّة الإسلام الکوهساري أنّ للأربعین الحسیني رموزاً وإمكانات حضاریة في البعدین: البرمجیات (الناعم) والمعدّات (الصلب).
ففي الأبعاد البرمجیة للأربعین أشار إلى: فلسفة ومعانی زیارة الأربعین العمیقة، النظام المثالِي والأهداف المهدویة، النظام الأخلاقي التحفیزي، والنظام الإلهي المعنوي للأربعین. أمّا في الأبعاد المادیة والصلبة، فأكّد أهمیة عناصر مثل: الحشود والجماهير، الاقتصاد، الأمن، الإعلام، الفن، السیاسة، العلم والتقنیة، الثقافة والقانون.
واعتبر أنّ الركیزة الفلسفیة والمنطقیة للأربعین تتمثّل في الإسلام الأصیلي المستند إلى المعارف العمیقة للقرآن وأهل البیت علیهمالسلام، والمتحلّي بخصائص الإسلام العقلاني العمیق والمنطقي، والإسلام الشامل الحضاري والاجتماعي، وكذلك الإسلام السیاسي القائم على الولایة.
كما أشار حجّة الإسلام الکوهساري إلى أنّ من الاستراتیجیات الضروریة لتعزیز المؤشّرات الحضاریة للأربعین هو جعله محوراً للوحدة والانسجام في مختلف المجالات، من قبیل: الوحدة بین إیران والعراق وسائر الشعوب الإسلامیة، الوحدة بین حوزتَي قم والنجف وسائر الحوزات العلمیة والمجامع الإسلامیة في العالم الإسلامي، الوحدة بین الشیعة والسنّة وكافة المذاهب الإسلامیة، الوحدة بین النخب والأساتذة في العالم الإسلامي، الوحدة بین التّجّار وأصحاب رؤوس الأموال، الوحدة بین الإعلامیین والفنّانین، وكذلك الوحدة بین السیاسیین.












