“حجت‌الاسلام حسيني الكوهساري يوضح: خمس عناصر تشكّل هوية الحوزات العلمية في الرسالة التاريخية للزعيم الأعلى.”

"قال معاون الشؤون الدولية للحوزات العلمية إن الزعيم الأعلى في رسالته التاريخية ذكر خمسة عناصر هوية للحوزات العلمية، مؤكّدًا أن العنصرين الرئيسيين، وهما: 'الحوزات العلمية كانت دائمًا خط المواجهة الأول ضد الاستكبار' و'الحوزة العلمية صانعة للحضارة'، يحملان بعدًا دوليًا واضحًا، كما أن العناصر الأخرى تتضمن أيضًا نظرة عالمية."

أوضح حجت‌الاسلام والمسلمین سید مفید حسینی كوهساري في الجلسة التمهيدية لمؤتمر «ميثاق روحانية أئمة الثورة: إمكانات تحقيق الحوزة العلمية النسائية الرائدة والمتقدمة»، الذي عُقد بعنوان «الامتداد الاجتماعي لأفكار الإمام والثورة الحضارية على الصعيد الدولي» في قاعة الشهيد سليماني بمركز إدارة الحوزات العلمية النسائية في قم، أن هناك تحليلاً للقراءة الدولية لمفهوم “الحوزة الرائدة والمتقدمة”، مؤكدًا على التزامها بالنص دون اجتهاد إضافي.

وأشار إلى أنه في الاستفتاء الذي أُجري من قبل الزعيم الأعلى، ومع الاحترام الدائم للإمام الراحل، أوصى بأن يُقدَّم هذا الميثاق كرسالة، باعتباره تعبيرًا عن ميثاق الروحانية الذي أعلنه الإمام.

وأكد أن الزعيم الأعلى ذكر في هذه الرسالة خمسة عناصر للهوية الحوزوية، مبينًا أن العنصرين الرئيسيين: «الحوزات العلمية دائمًا خط المواجهة الأول ضد الاستكبار» و«الحوزة العلمية صانعة للحضارة» يتمتعان بعد دولي واضح، كما أن العناصر الأخرى تشمل أيضًا نظرة عالمية، وقد وردت أكثر من 200 كلمة ذات طابع دولي وفق التحليل.

وتتمثل الهوية الأولى للحوزة في كونها مركزًا علميًا يحمل خمس رسالات: المرجعية العلمية العالمية، تمهيد الطريق والابتكار في العلوم الإسلامية وخصوصًا الفقه الحكومي والحضاري، التفاعل النقدي البناء مع المعرفة العالمية، متابعة آخر المستجدات العلمية وخصوصًا في العلوم الإنسانية، والتمتع بنظرة شاملة ومستقبلية مع اعتماد نهج حضاري.

أما الهوية الثانية فتتعلق بكون الحوزة مركزًا تربويًا وأخلاقيًا لتخريج كوادر مبلغة منظمة وفعالة على المستوى العالمي، مع مواجهة التحديات الثقافية بأسلوب إيجابي واستباقي، والتصدي الذكي للحروب الناعمة والدعايات المعادية، واعتماد استراتيجيات دبلوماسية حضارية وقدوة عالمية.

وأشار إلى أن الهوية الثالثة تتمثل في كون الحوزة خطًا مقدمًا في مواجهة جبهات الاستكبار، بينما ترتبط الهوية الرابعة بدعم النظام الإسلامي والحكم الديني، وهو مجال ذو أبعاد دولية واضحة.

وفي الهوية الخامسة، المرتبطة بالحضارة، أشار إلى أن الحوزة لتحقيق هذه الرسالات تحتاج إلى: وعي عالمي نشط، متابعة مستمرة للتطورات، الابتكار من قلب الأصالة والتقاليد الحية، تعزيز التكامل بين القدرات الوطنية والعالمية، استخدام الأدوات والوسائل العالمية، إتقان اللغات وأدوات العصر الحديث، تدريب كوادر عالمية فعالة، بناء مؤسسات ذات نظرة عالمية، الاستدامة والرؤية المستقبلية، العمل النشط والذكي والمؤثر على المستوى العالمي، وصيانة وتعميق روح الجهاد والثورة.

وأضاف أن تحقيق هذا الميثاق يتطلب العمل على ثلاثة مستويات: المستوى الخطابي لتغيير الذهنية نحو التفكير العالمي، المستوى التحولي المتعلق بالمؤسسات والبنية التحتية، ومستوى البرامج العملية.

وشدد على الحاجة إلى خطاب حضارة إسلامية جديدة، خطاب هوية تاريخية متصلة عالميًا للحوزات العلمية، خطاب وحدة الأمة وتماسك العالم الإسلامي، متابعة التطورات العالمية، تقديم نموذج للإسلامية والإلهام الديني العالمي، وخطاب بصيرة دولية.

كما أشار إلى استراتيجيات عملية تشمل إنشاء مركز علمي متخصص، مركز لتدريب كوادر فعالة للقيادة الدينية والأخلاقية، وخط مقدم للتعامل مع تهديدات الأعداء.

وأضاف أن موضوع المرأة والأسرة في العالم المعاصر يحتاج إلى رصد متخصص لآخر الشبهات والتحديات، وكذلك إلى جهة لإنتاج محتوى يجيب عنها، مع الإشارة إلى توجيه الزعيم الأعلى بعدم الحاجة للرد على كل الشبهات، إذ ليس لكل شبهة منهج اتهامي.

وختم بالقول إن هناك حاجة إلى ميثاق استراتيجي خاص بالحوزة النسائية على المستوى الدولي تحت إشراف رسالة الزعيم الأعلى، ليتم من خلاله وضع البرامج والخطط التنفيذية.

نوشته های مرتبط

منشورات ذات صلة

Related posts

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top