في هذه الندوة، اعتبر الدكتور أبدي يونو من إندونيسيا، مدير دائرة موسوعة ويكي الشيعة لآسيا الشرقية والجنوبية ورئيس رابطة الطلبة الإندونيسيين في جامعة المصطفى العالمية، أن الأربعين الحسيني يمثل الذكرى الأربعين لاستشهاد الإمام الحسين (ع) في كربلاء، وأنه أصبح ظاهرة عالمية تتجاوز كونه مجرد شعيرة دينية. وأوضح أن ملايين الزائرين من مختلف الدول والأعراق يسيرون سنويًا إلى كربلاء مشيًا على الأقدام لإحياء ذكرى كفاح الإمام الحسين ضد الظلم والظالمين، مؤكدًا أن هذا الحدث، من منظور العلاقات الدولية، يشكل تجسيدًا حيًا للقوة الناعمة في العالم الإسلامي، خصوصًا بين الشيعة.
وأشار الدكتور يونو إلى أن من أهم تأثيرات الأربعين دوره الفاعل في مواجهة الإسلاموفوبيا، وهي ظاهرة عالمية تصور الإسلام كدين للعنف والتطرف وعدم التسامح. وأضاف: في ظل هذه الروايات السلبية، تُظهر مراسم الأربعين صورة للإسلام مفعمة بالمحبة، والالتزام بالعدالة، وروح الإنسانية. كما أن مشاركة زائرين من السنة والمسيحيين وأتباع ديانات أخرى تُبرز شمولية هذا الحدث وتناقضه الواضح مع الصور النمطية التي تروجها وسائل الإعلام الغربية، والتي غالبًا ما تحرف صورة الإسلام الحقيقية.
كما قدم الدكتور يونو الأربعين كأداة لمواجهة تحريف التاريخ الإسلامي، موضحًا أن أحداث كربلاء وكفاح الإمام الحسين (ع) غالبًا ما تُنسب إلى روايات غير دقيقة أو محرفة، إلا أن الأربعين، من خلال المشاركة الجماعية والسرد الشعبي، يحافظ على حيوية هذا التاريخ. وأضاف أن اللافتات، والخطب، والأناشيد، والرموز المتنوعة تعزز رسالة الحق والعدالة، وتبرهن أن تضحية الإمام الحسين تظل مصدر إلهام لمواجهة الاستبداد في العصر المعاصر.
واختتم الدكتور يونو حديثه بالإشارة إلى التحديات القائمة، ومنها التغطية الإعلامية المحدودة أو المتحيزة من قبل وسائل الإعلام العالمية الرئيسة، مؤكدًا على ضرورة وضع استراتيجية تواصلية منسقة واستثمار الدبلوماسية الثقافية من قبل الدول والمجتمع المدني في العالم الإسلامي، بهدف نقل رسالة ومعنى الأربعين بشكل أوسع وأكثر وضوحًا إلى المجتمع الدولي.











